المعجزة الخالدة

((تم ادراج هذه المقالة ضمن ٧٠ مقالة مختارة من المدونة في كتاب “تــأمّــلات” للكاتب الدكتور حمد العزري))

أرسل الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة الخاتمة منه سبحانه إلى الناس كافة، إلى من يعيش داخل الجزيرة وخارجها، وإلى من عاصر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن يأتي بعده إلى يوم الدين. رسالة، بعكس كل سابقاتها، تخطت حاجزي المكان والزمان.

وقد اقتضت سنة الله أن يدعم رسالات رسله بمعجزات تثبتهم على الحق وتكون حجة على من أرسلوا إليهم أن دعوتهم صادقة لا شائبة فيها. وكانت المعجزات عامة في الجوانب التي برع فيها من أرسل إليهم الرسول حتى يعلموا يقينا أنها من خالق السماوات والأرض.

ولإن محمدا (صلى الله عليه وسلم) رسول الله الخاتم إلى الناس أجمعين، لزم أن تكون معجزته قائمة قوية ثابتة فوق حدود المكان والزمان، بجانب أن تبقى كما أنزلت بدون تغيير على مر العصور “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” (الحجر 9)

والناظر – بصدق وجدية – إلى القرآن ليعجب كل العجب من حسنه وكماله. والأعجب من ذلك أن القرآن الكريم يستوعب ويبهر الناظر إليه مهما كانت الزاوية التي ينظر منها!

فالعرب الأوائل الذين برعوا في اللغة، بهروا بالقرآن الذي كان أكمل وأجود وأنظم وأعمق من أي كلام قالوه أو سمعوه، بل وكان له نظمه الخاص فلم يكن شعرا أو نثرا أو غيره مما عرف، وإنما كان.. قرآن!
ويعلم أي متمرس على الكتابة اليوم أنه من المستحيل على أي إنسان أن يكتب كتابا كاملا لا نقص فيه ولا عيب مهما راجعه وحسنه. فمن أين يأتي كمال القرآن الكريم، إن لم يكن من الخالق القادر المهيمن؟

والذي يعشق القصص له في القرآن مكان. “نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين” (يوسف 3)
فالقصة الكاملة لها أسس وأركان وشروط وجوانب بلاغية وجمالية. فكانت قصص القرآن بحق “أحسن القصص”

ونحن في عصر العلم والمعلومات، لنا في القرآن مكان. فقد ذكر الله سبحانه أسرار علمية فريدة منذ أكثر من 14 قرنا، ويثبت العلم الحديث صدق القرآن في كل حين، بل ويسلم العلماء الصادقون على إثره “.. إنما يخشى الله من عباده العلماء..” (فاطر 28)
فكيف ببشر أن يعلم هذه الحقائق في ذلك الزمان؟ أولا يدل هذا على أن القرآن من الله؟

ولأن القرآن معجزة الرسالة الخاتمة لكل زمان ومكان، لزم أن يبقى مشعا بالمعجزات إلى أن تقوم الساعة. فنحن قد اكتشفنا بعض ما في القرآن من أسرار عجز عنها السابقون، ويسيأتي بعدنا من يكتشف المزيد من الأسرار، وستبقى مع ذلك أسرار لا يكشفها لنا إلا العزيز الجبار.

والعجب العجاب أن القرآن الكريم يجمع من الجوانب الكمالية ما لا يستوعبه عقل. فهو كامل في اللغة، وكامل في التاريخ، وكامل في العلم، وكامل في التربية، بل وكامل في بنائه الرياضي والرقمي!
هل يمكن لبشر أن يجمع كل هذا في كتاب واحد؟!

بل إن الله سبحانه تحدى كل البشر، ومعهم كل الجن، بأن يأتوا بمثل هذا القرآن وأعلمهم بأن لا قدرة لهم على ذلك! “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا” (الإسراء 88)

وهذا التحدي قائم إلى أن تقوم الساعة، ولن يقدر عليه أحد أبدا

فهذا أخي المسلم، وصديقي الغير مسلم، القرآن الكريم أمامك. خذ أي نسخة شئت من أي بلد شئت وفي أي زمان شئت، فكله واحد. ثم ابحث في نفسك عن مواطن قوتك وبراعتك. وبعد أن تحدد ذلك، غص في القرآن بصدق وإخلاص وجدية وأمانة وتفكر في كل آية تجدها تتعلق بزاويتك.

فوالله ثم والله ثم والله – مهما مضى عليك من الزمان – ستجد ما يبهرك ويصعقك ويؤكد لك انت بشخصك وروحك أن هذا كلام الله خالق السماوات والأرض ورب العالمين ومالك يوم الدين.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

3 أفكار على ”المعجزة الخالدة

  1. (التعليقات على الموقع القديم)— اضيف في 06 ربيع الثاني, 1428 12:15 ص , من قبل محمد الجرايحىمن مصرسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك*****أخى وصديقى الكريم : حمدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهقرأت مقالك الطيب الكريم ، وأحييك على تناولك القيم لهذا الموضوع الهام والجادفجزاك الله خير الجزاء وجعله فى موازين حسناتك..أخى: لى ملاحظة وأرجو أن يتسع صدرك لهاكنت أتمنى أن تكتب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بدلاً من ( ص) حتى يكون الأجر والثواب أكبر وأعمصلى الله عليه وسلمبارك الله فيك أخى الكريمأخوكمحمد===اضيف في 09 ربيع الثاني, 1428 12:40 ص , من قبل aaber33من لإمارات العربية المتحدةالسلام عليك اخي حمدكل المعجزات كانت وقتية ولمجموعه محدده الا القران جاء ليبقى الاعجاز الابدي بين ايدي المسلمين ,ولازال صارخا متحديا المستكبرينمع اطيب المنى===اضيف في 11 ربيع الثاني, 1428 10:47 م , من قبل halazri2006من عُمانأخي العزيز محمدأهلا بك دائماعملت بنصيحتك، بارك الله فيك وجعلك ذخرا لهذه الأمة===اضيف في 11 ربيع الثاني, 1428 10:49 م , من قبل halazri2006من عُمانأخي عابروعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهنعم، إعجاز القرآن أبدي وفوق قدرة أي مخلوق، فعجبا لمن عمي بصره عن هذا!===اضيف في 17 جمادى الأولى, 1428 11:31 م , من قبل محمد الجرايحىمن مصرالأخ والصديق الفاضل: حمـــــدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتقبل الله منا ومنكوجعل عملك هذا فى موازين حسناتكونحن فى انتظار جديدكبارك الله فيك وأعزكأخوكمحمد===

  2. (تكملة التعليقات)—اضيف في 21 جمادى الأولى, 1428 05:07 م , من قبل حامل المسكمن سورياوينك ياحلوليش تقلان علينا وماعم تبانوين مواضيعك وتواجدكالظاهر تجوزت جوازه تانيهولا شو القصهاتمنى لك السعادهبس شغلتنا عليككن بخير===اضيف في 23 جمادى الأولى, 1428 07:59 م , من قبل نور.كلمات خاصةالأخ الفاضل حمد ..ويا ليت قومي يعلمون ..ولا اجد ما اضيفه على ما قلته هنا .."والعجب العجاب أن القرآن الكريم يجمع من الجوانب الكمالية ما لا يستوعبه عقل. فهو كامل في اللغة، وكامل في التاريخ، وكامل في العلم، وكامل في التربية، بل وكامل في بنائه الرياضي والرقمي!هل يمكن لبشر أن يجمع كل هذا في كتاب واحد؟!"غير أن العربي الذي لم يستطع ان يهتدي الى عبقرية هذا الكتاب ..هو شخص قد تجاوز كل مقاييس الحمق والبلاهة ..ولا أعتذر عن ما أقوله فالمتمعن في القرآن الكريم الدارس له والمتأمل فيه ..ربما سيصاب بحالة من العجز من هول الحقيقة المطلقة التي سيراها في هذا الكتاب العظيم ..بارك الله فيك على هذا المقال الرائع ..===اضيف في 03 جمادى الثانية, 1428 06:51 م , من قبل halazri2006أخي العزيز محمدمنا ومنكم، أمين.===بارك الله فيك أخياضيف في 03 جمادى الثانية, 1428 06:53 م , من قبل halazri2006أخي العزيز حامل المسكأعتذر عن تكرار الغيبة والسبب استعدادات لدراسة الدكتوراة إن شاء الله والعمل بالجامعة.بالإضافة إلى ذلك، تعرضنا لإعصار عطلنا أياماالحمد لله على كل حال وسأحاول قصارى جهدي عدم تكرار الغيبة===اضيف في 03 جمادى الثانية, 1428 06:55 م , من قبل halazri2006أخي الكريم نورالحق ظاهر بين ولكن الإنسان هو الأعمىاللهم زدنا هدى وثبتنا على الصراط المستقيماللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

أثري المقالة بتعليقك