٢٤ نصيحة للتفوق الدراسي

Adjustments.jpeg

((تم ادراج هذه المقالة ضمن ٧٠ مقالة مختارة من المدونة في كتاب “تــأمّــلات” للكاتب الدكتور حمد العزري.
))

ما شاء الله، أنت طالب جامعي!

لقد تفوقت على أغلب أقرانك في المدرسة، ونجحت في دخول الجامعة. لقد إبتدأت مرحلة جديدة من نجاحك، هي بمثابة البوابة نحو المستقبل.

ولكنك قد تنسى أحياناً سبب وجودك هنا. لماذا دخلت الجامعة؟ وما هو حالك مع الدراسة؟

المرحلة الجامعية مختلفة عن المرحلة الدراسية، وقد لا تكون قد وجدتَ التوجيه الملائم للتعامل معها على أكمل وجه. وهنا تأتي هذه المقالة، حيث أقدّم لك ٢٤ نصيحة متنوعة تعينك بإذن الله على التفوق في الدراسة. وهذه النصائح مبنية على تجربتي كطالب في المراحل الجامعية الثلاثة، وكمحاضر جامعي لأكثر من ١٠ سنوات، وكمشرف أكاديمي مطّلع على حالات كثير من الطلبة ممن تعرض لصعوبات دراسية.

إليك النصائح، نبدأها بسم الله الرحمن الرحيم.

في الغاية والتوجه

١تفكّر في الغاية الحقيقية لدراستك الجامعية.

إعلم أن غاية وجودك في الجامعة ليست محصورة في تعلّم معلومات وحقائق معينة، وإنما هي لإعدادك نحو المستقبل علمياً، ومهارياً (في مهارات الحياة وتنظيم الوقت)، وشخصياً (في تنمية شخصيتك وتفكيرك وسلوكك)، مما يؤهلك لتكون شخصاً مستقلاً منتجاً مؤثراً.

٢تذكّر أن دراستك الجامعية هي أهم أولوياتك في هذه المرحلة.

بطبيعة الحال، عليك الإلتزام بفرائضك الدينية ومسؤولياتك الاجتماعية (تجاه والديك واخوتك بشكل خاص). وفيما عدا ذلك، فإن دراستك الجامعية يجب أن تكون على رأس أولوياتك، قبل الرياضة والتلفزيون ومواقع التواصل الإجتماعي، الخ!

في إختيار الطريق (الجامعة، الكلية، التخصص، البلد)

٣اختر طريقك الجامعي بما يناسب شخصيتك وميولك.

أرى كثيراً من الطلبة يتركون مسؤولية اختيار المؤسسة العلمية والتخصص في أيدي الآخرين (الأهل، الأصحاب، المؤثرون على شبكات التواصل، الخ). بطبيعة الحال، الإستشارة مطلوبة ومهمة، ولكن الإختيار النهائي يجب أن يأتي منك أنت. الإستشارة تساعدك على معرفة المؤسسات والتخصصات المطلوبة في السوق ومعرفة طبائعها وظروفها. نعم، إبدأ هناك، ولكن في النهاية اختر ما يناسبك أنت وفق إهتماماتك وتطلعاتك والمجالات التي تجد نفسك منجذباً إليها.

في الخطة الدراسية

٤عليك بفهم خطتك الدارسية بشكل تام.

أنت لم تعد طالباً في المدرسة! أصبحت لك الحرية (الغير مطلقة!) في اختيار مقرراتك الدراسية ووضع جدول أسبوعي مناسب. ولكن، ومع هذه الحرية تأتي المسؤولية. عليك الإطلاع عن قرب على برنامج خطتك الدراسية والتأكد أنك تسير وِفقها. ولا تتردد هنا في سؤال مرشدك الأكاديمي عن أية تفاصيل أُبهمت عليك.

في المقرر الدراسي

٥إحرص على فهم خطة المقرر بشكل تام: أهدافها التعليمية، أعمالها المطلوبة، وتواريخ التسليم.

بعض الطلبة يقضي أسابيع دراسية بدون فهم تام لخطة المقرر، مما يؤدي إلى تفاجأه بتاريخ تسليم عملٍ ما، أو بوجود مشروع تطبيقي يحتاج إلى فترة طويلة للإعداد. ولتفادي ذلك، إفهم الخطة منذ البداية.

٦تحدث إلى المحاضر منذ الأسبوع الأول لمعرفة ما الذي يتوقعه ويطلبه منك.

يمكنك توجيه الأسئلة أثناء المحاضرات الأولى، أو في مكتب المحاضر. عليك أن تفهم طريقة عمله ونظامه الدراسي ومتطلباته الدقيقة. إعلم أن لكل محاضر فلسفته وقناعاته الخاصة، والتي تنعكس على أسلوبه في التحضير والإلقاء والتقييم. مهمتك هي التأقلم مع كل محاضر والعمل وفق إطاره المطلوب، وهذا يعلّمك أيضاً المرونة والقدرة على التعامل مع مختلف أنواع أرباب العمل وتحديات الحياة.

في المحاضرات

٧تعامل بشكل مناسب مع المحاضرات: قبلها وأثناءها وبعدها.

  • قبل المحاضرة، إحرص على قراءة الدرس المطلوب وفق خطة المقرر. إفهم الصورة العامة، تعرّف على الأمثلة المطروحة، وحضّر بعض الأسئلة.
  • أثناء المحاضرة، احضر دفترك (واطبع شرائح التقديم، الخ) وسجّل ملاحظاتك، وقم بتتبع النقاط التي يركّز عليها المحاضِر.
  • بعد المحاضرة، راجع – بشكل يومي – كل ما درسته. إقرأ الشرائح والملاحظات وصفحات الكتاب. ويمكنك أيضاً نقل ملاحظاتك التي كتبتها بالقلم الرصاص أثناء المحاضرة إلى ملاحظات مكتوبة بقلم الحبر ومرتبة بشكل أفضل.

٨ـ قم بالتركيز التام أثناء المحاضرة وابتعد عن الملهيات.

من المعروف أنه كلما زاد تركيزك، كلما زاد مستوى تحصيلك الدراسية وتثبتت المعلومات الجديدة في ذهنك. وفي سبيل ذلك، عليك بالابتعاد عن الأحاديث الجانبية مع زملائك (إلّا في الأنشطة الصفية)، وبترك هاتفك في وضع الصامت أو وضع عدم الإزعاج.
صدقني، يمكن لهاتفك وأصحابك الإنتظار قليلاً! وفوائد التركيز أثناء المحاضرة عديدة وطويلة الأمد.

خارج المحاضرات

٩النظام، ثم النظام، ثم النظام!

أحرص على وضع نظام أسبوعي دقيق بحيث يكون لكل محاضرة وقتان محدّدان على الأقل: وقت للتحضير ووقت للمراجعة. بالإضافة إلى ذلك، جدول وقتاً أسبوعياّ محدّداً لدراسة كل مقرر وضع كذلك وقتاً محدداً للأعمال الدراسية.
بطبيعة الحال، بعد تحديد ساعات الدراسة، أنت بحاجة إلى الراحة أيضاً، والمشاركة في الأنشطة الطلابية، والقيام بواجباتك تجاه والديك، وإلى شيء من الترفيه.

١٠إجعل لك مركزاً للدراسة (مكتب أو طاولة أو زاوية محددة في المكتبة، الخ)

تعوّد على مكان معيّن تدرس فيه، بحيث تجد نفسك منكباّ عل الدراسة بشكل سلس ودون مقاومة داخلية. فإن وجدت مقاومة داخلية، فعليك بتغيير المكان (أو على الأقل، بتغيير ترتيب غرفتك أو شراء طاولة جديدة، الخ).

١١احرص على اختيار صحبتك! أو كما قال عليه الصلاة والسلامالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل

نعم، اختيارك للخليل والصاحب والصديق له تأثير كبير على نتائجك الدراسية. اجلس جلسة صريحة مع نفسك وفكّر في أقرب أصحابك: هل بصحبتهم يرتفع مستواك الدراسي أم يقل؟ فإن كان تأثيرهم سلبياً، فقلل من وجودك معهم أو حتى ابتعد عنهم (بالتي هي أحسن!).

في الأعمال الدراسية

١٢تأكد من فهمك للمطلوب في كل عمل دراسي.

بعض أعمال الطلبة تكون منسقة وذات تحليل عميق ومستوى عالي، ولكن تضيع درجات منها بسبب عدم الفهم الصحيح لما هو مطلوب. إحرص على فهم المطلوب من العمل الدراسي، وإسأل المحاضر إذا أُشكل عليك شيء.

١٣قم ببناء أساس سليم قوي لكل عمل دراسي.

العمل الدراسي الذي تقدمه ليس مجرد أحرف على ورق، وإنما هو ترجمة للبناء الذي أعددته. إقرأ المصادر المطلوبة، وحلل بالطريقة التي تعلّمتها في المقرر، وأضف الإضافة القيّمة المناسبة.

١٤لا تقدّم المسودّة الأولى!

للتأكد من الحصول على أعلى درجة ممكنة، يجب أن تراجع مسودّة العمل الدراسي عدة مرات. تذكر أن الدرجة التي تحصل عليها هي إنعكاس للعمل الدراسي الذي قمت بتسليمه، وليست إنعكاس لنيتك وللفكرة التي في رأسك. إبدأ بورقة وقلم رصاص (أو نظيراتها الإلكترونية!)، اكتب المسودّة الأولى، ثم راجع الجُمَل التي كَتَبْتها وتأكد أنها تترجم أفكارك بشكل صحيح وأنها مرتبة بشكل جيد وتخلو من الأخطاء الإملائية والنحوية.

١٥إلتزم بالمتطلبات الفنية والتفصيلية.

راجع المطلوب فيما يتعلق بطريقة الكتابة (تسليم ورقي، تسليم إلكتروني، صفحة الغلاف، نوع الخط، قائمة المراجع (List of References)، الخ). تأكد من إتباعك لهذه التوجيهات، واسأل المحاضر فيما أُشكل عليك.

قبل الإمتحانات

١٦قم بالإعداد الدراسي المناسب، مدة كافية قبل الإمتحان.

إحذر أن تكون من النيام الذين يستيقظون قبل الإمتحان بيوم أو ليلة! الإعداد الصحيح للإمتحانات هو بالمذاكرة اليومية الجادّة، وثم بالمراجعة السليمة قبل الإمتحان.

١٧قم بالإعداد البدني الجيّد للإمتحان.

لقد خلقك الله في أحسن تقويم، ولكن وجب عليك أن تعطي لبدنك ونفسك حقوقها حتى تعينك على الأداء المثالي وقت الإمتحان. إحرص على النوم لساعات كافية ليلة الإمتحان (حوالي ٨ ساعات)، تناول وجبة الإفطار الكاملة والصحية، واشرب كميات كافية من الماء. لاحظ أن إتباع برنامج دراسة يومي منذ الأسبوع الأول سيعينك على إتباع هذه الإرشادات.

١٨في قاعة الإمتحان، كن صافي الذهن.

  • تأكد من إعدادك لجميع الأدوات المطلوبة (الأقلام، الآلة الحاسبة، الخ).
  • كن في القاعة ١٥ دقيقة قبل الإمتحان على الأقل.
  • يُفضّل أن تختار مقعداً في الصف الأمامي، حتى لا تتأثر سلبياً بمن أمامك.
  • توقف عن الدراسة ١٥-٣٠ دقيقة قبل الإمتحان.
  • توقف عن إستخدام الهاتف ١٥ دقيقة قبل الإمتحان.
  • تنفس بعمق، استرخِ، وإقرأ الأدعية المأثورة.

أثناء الإمتحانات

١٩إقرأ واتبع تعليمات الإمتحان.

عليك بإتباع التعليمات المتعلقة بطريقة الحل، وموضع الحل، والوقت، ونوع الأقلام والأدوات المسموحة، الخ. هناك من الطلبة من تضيع منه درجات سهلة بسبب عدم تقيّده بالتعليمات.

٢٠خذ نظرة عامة للإمتحان وحددّ استراتيجية الحلّ.

خذ نظرة سريعة مبدئية لأوراق الإمتحان. تأكد من عدد الأسئلة والأوراق، وتعرف على أنواع الأسئلة. علّم على الأسئلة الأصعب (بعلامة * مثلاً). ثم اختر استراتيجية مناسبة، وفق الآتي:

  • إبدأ بالأسئلة ذات وزن الدرجات الأكبر.
  • قم بحل الأسئلة ذات درجة الصعوبة البسيطة والمتوسطة.
  • أجّل التعاطي مع الأسئلة الأصعب حتى تنتهي من الأسئلة السهلة (ستكون قد حققت إنتصارات نفسية صغيرة تعينك على مواجهة الأصعب).

٢١إفهم السؤال فهماً صحيحاً.

نعم، فَهْمُ السؤال نصف الإجابة! إقرأ السؤال أكثر من مرة، وضع خطاً تحت كل كلمة مفتاحية. إحذر من الأفخاخ التي قد تُنْصب لك، ووازن ذلك بعدم تعقيد السؤال بأكثر من حقيقته!

٢٢اتّبع استراتيجة التعامل مع الأسئلة الموضوعية.

الأسئلة الموضوعية الأكثر شيوعاً هي أسئلة الإختيار المتعدد، وإليك الاستراتيجية العامة التعامل معها:

  • الدورة الأولى: مرّ على كل سؤال بالترتيب، وحاول الإجابة في مدة زمنية قصيرة. إذا عرفت الإجابة، ضع دائرة حولها، وإن لم تعرف، علّم على السؤال (بعلامة * مثلاً).
  • الدورات التالية: مرّ على الأسئلة المعلَّمة وإقرأها بشكل جيّد وحاول الإجابة في مدة زمنية متوسطة. إذا عرفت الإجابة، إلغي العلامة (بوضع خط عليها، أو بالمسح)، وإذا لم تعرف الإجابة، إترك العلامة في مكانها. بمرور الوقت لن يتبقى سوى عدد بسيط من الأسئلة يمكنك إعطائها وقت أكبر بحسب ما يتبقى من وقت الإختبار.
  • إذا انتهيت من الأسئلة، وبقي شيء من الوقت، أقضِ بعضه في مراجعة إجباتك.

٢٣اتّبع تكتيكات التعامل مع الأسئلة الموضوعية.

بالتزامن مع الإستراتيحية أعلاه، يمكن استخدام التكتيكات التالية:

  • إقرأ وافهم كلّ الخيارات. لا تتعجل بالإجابة قبل قراءة الخيارات.
  • إذا تأكدت من الحل، اختره واثقاً.
  • إذا لم تتأكد من الحلّ، إعمل بطريقة إلغاء الخيارات البعيدة عن الصواب. واعلم أن إلغاء خيار واحد يزيد من احتمالية اختيارك الجواب الصحيح.
  • لا تغيّر إجابتك الأولى إلّا إذا كنت متأكداً (كاكتشافك انك فهمت السؤال أو إحدى الخيارات بشكل خاطيء مسبقاً).

٢٤تعامل مع الأسئلة المقالية بشكل مناسب.

للأسئلة المقالية، وبعد فهم السؤال، إتّبع الآتي:

  • قم إبتداءاً بتصور الحل بشكل عام. يمكنك تصور شكل الإجابة بالقلم الرصاص أو كتابة مختصرها بشكل نقاط.
  • إكتب بالتفصيل كل ما تعرفه عن الإجابة.
  • إكتب بشكل واضح ومرتب، قدر الإمكان وبالنظر إلى الوقت المتبقي.
  • وأخيراً، لا تترك أي سؤال بدون إجابة. حتى وإن كنت لا تتذكر أية جزئية من الحل الصحيح، إكتب كل ما تعرفه مما له علاقة بالسؤال.

وهنا نهاية النصائح الأربعة والعشرين!

إبتدأناها باختيار المؤسسة العلمية والتخصص وأنهيناها بعرض طرق أداء الإمتحانات. طبعاً، عليك وأنت تقرأ هذه النصائح أن تتفطن إلى الاختلافات الموجودة بين المؤسسات التعليمية والتخصصات العلمية والمقررات الدراسية وأساليب المحاضرين.

وختاماً، والأهم من هذه النصائح كلها، عليك أن تتوكل على الله توكّلاً تامّاً حقيقياً.

إعلم أن حق التوكّل هو بقيامك بكل ما تستطيع وببذلك لأقصى جهدك، ثم بالتوجه إلى الله داعياً ومسلّماً الأمر .فهو سبحانه من بيده النجاح والتوفيق والرزق.

أعانك الله في دراستك ووفقك في دنياك وآخرتك.



مقالات أخرى ذات صلة:

أنت والدراسة

على مشارف الفصل الدراسي

استاذ الجامعة!

جهل الإنسان

تواضع للعلم

هموم الدراسة

الإمتحانات.. نظرة أخرى!

فكرتان اثنتان على ”٢٤ نصيحة للتفوق الدراسي

    • شكراً أخي شريف.وفقك الله لنجاح الدنيا والآخرة.

أثري المقالة بتعليقك