الدخل والإنتاجية

 ((تم ادراج هذه المقالة ضمن ٧٠ مقالة مختارة من المدونة في كتاب “تــأمّــلات” للكاتب الدكتور حمد العزري))

كثر الحديث في عُمان عن توحيد الرواتب، وزياداتها..
فهناك حامدٌ لربه، وهناك محلل للأرقام، وهناك من يشتكي!
واشتعل النقاش في كل مكان.. في المجالس والمنتديات
والواتساب
!

وتسائل الناس عن كيفية الانتقال إلى الجدول الجديد، ومقادير الزيادات..
كما تساءلوا عن مدى دقة الزيادات، وعدالتها، وأحقية المنتفعين..

وطُرحت كذلك مسائل إقتصادية..
كتأثير الزيادات على الطلب على الوظائف الحكومية..
وتأثيرها على القطاع الخاص وعلى أعداد
المشاريع الصغيرة
الجديدة..
كما أثيرت أيضا مسائل متعلقة بتضخم الأسعار، ومدى قدرة الحكومة على التحكم فيها..

وبين هذا وذاك.. يبقى تساؤل واحد معلّق..
وقد يفوق جل أو معظم التساؤلات السابقة..

إن كان الموظف العادي سيجني دخلا إضافيا في الشهر، فهل سيزيد ذلك من إنتاجيته شيئا؟ بل، وهل كان هناك تكافؤ بين إنتاجيته وبين دخله السابق؟
المسألة أكبر من مسألة ريالات..
المسألة هي الأمانة في العمل..

فقبل أن نحسب مداخيلنا، علينا أن نحسب إنتاجيتنا ومساهتنا في نمو الأمة..
فمن اطمئن أن ما ينتجه يوازي أو يفوق ما يجنيه، فليحمد ربه وليحتسب الأجر على فائض القيمة..
وأما من شك – أو تيقن – أن ما ينتجه لا يصل إلى مقدار ما يجنيه، فليقف وقفة حازمة مع نفسه، وليعقد العزم ويجتهد في تصحيح الوضع..

فالأعمار قصيرة، ومتاع الدنيا قليل..
ولن يصاحب الإنسان إلى قبره إلا العمل الصالح المخلص..

مصدر الصورة

أثري المقالة بتعليقك