أفكار تسويقية: قهوة حمدون

(هذه المقالة ضمن سلسلة “أفكار تسويقية لشركات صغيرة
للحصول على السلسلة كاملة – مجاناً – بصيغة بي دي إف، إضغط هنا)

تشق عباب طرقات مسقط المزدحمة.. وتتمنى احتساء كوب من القهوة الغنية اللذيذة لم يتسنى لك الوقت لتحضيرها قبل خروجك، ولا تريد النزول من سيارتك لطلبها من المقاهي..
ثم تبدو تلك القُمرة الجذابة على الأفق.. وتكاد تشتم منها رائحة القهوة الزكية من بعيد..
ولا تكاد تلبث أن ترى نفسك أمام تلك القُمرة تطلب كوبا من قهوة الكابتشينو.. ثم تستلمها بعد لحظات في كوب خاص ينتظر أول رشفاتك.. رشفة تبعث في نفسك الطاقة والحيوية والتفاؤل..

“قهوة حمدون” مؤسسة ناشئة متخصصة في طلبيات القهوة بالسيارات، تقع في محطة شل بالموالح، بمحافظة مسقط.. وتقدم تشكيلة متنوعة من المشروبات من قهوة (الكابتشينو) و(اللاتيه)، والشاي بنكهات متنوعة، والشوكولاته الساخنة، والمشروبات الباردة كالشاي المثلج والحليب المخفوق (الميلك شيك) بنكهات جميلة.. بالإضافة إلى منتجات خفيفة سريعة كخبز (الكروسون) وفطيرة (البانكايك)..

“قهوة حمدون” تستهدف أساسا فئة الشباب النشيط الذي يحتاج إلى مشروبات لذيذة مريحة.. شعارها الحيوي “عدّل مزاجك”.. وألوانها بسيطة وحديثة.. ولها صفحة فيسبوك للتفاعل والتجاوب مع الزبائن ولنشر ابداعات تصويرية وفنية لمنتجاتها ولقُمرتها المتميزة..

ولم يأتي هذا الإبداع من فراغ، بل هو نتاج تخطيط وكفاح..
فالمؤسس حمدون الطوقي لم يألو جهدا في دراسة السوق دراسة متأنية دقيقة تضمنت دراسة الجدوى وتعرّف على مقاهي مسقط الرئيسية، والبحث عن حاجات السوق، وحتى دراسة جدية لتصميم مناسب للقُمرة.. ودرس حمدون أيضا خيارات التوزيع والانتاج والاسم، وقرر بناء علامة تجارية جديدة تبدو فيها خطوط الحداثة والألفة.. فقد كان الهدف منذ البداية هو استحداث وتطوير فكرة جديدة غير مألوفة في السوق..

ولم يكن الطريق مكسوا بالورود، فقد واجه حمدون صعوبات عديدة لوجستية وتنظيمية وغيرها.. ولكنه تخطاها بالإرادة والعزيمة وبالتوكل التام على الله.. وتخطاها أيضا بما تعلمه عبر السنين في علوم النفس والفلسفة وعلوم التسويق وبخاصة المتعلقة بفروع العلامة التجارية وشخصية المنتج المعروفة ب(البراندنج)..

وبناءا على قناعاته وعلى ما تعلمه، حرص حمدون على توفير بيئة عمل مناسبة في مكتبه ومشابهة – ولو على نطاق أصغر – ببيئات عمل شركات عالمية كبرى كجوجل وأمازون.. حيث أن تصميم المكتب الرئيسي مبدع وذو ألوان جميلة خفيفة مريحة للعين، وهو ذو تأثيث وتنسيق مشجع للابداع وحافز للهمة..

وفوق هذا وذاك، فإنه رغم كون “قهوة حمدون” في بداية الطريق، فإن لمؤسسها رؤية طموحة للوصول إلى مكانة مرموقة كأبرز علامة تجارية للقهوة في عُمان..

وهكذا، عزيزي صاحب الشركة الصغيرة، تلاحظ ان شق طريق النجاح والصعود نحو القمة مرتبط بشكل وثيق بالإبداع وباستحداث أفكار وطرق جديدة.. صحيح أن طريقا كهذا لا يخلو من مخاطر وصعوبات، ولكنه يكون في المتناول إن تزامن مع التوكل والطموح وفهم السوق والتخطيط السليم المتأني..

أثري المقالة بتعليقك