الفئة المستهدفة

(هذه المقالة ضمن سلسلة “أفكار تسويقية لشركات صغيرة
للحصول على السلسلة كاملة – مجاناً – بصيغة بي دي إف، إضغط هنا)

ناقشنا في الاسبوع الماضي أن إنطباع الزبون عن منتجاتك – وإن كان مخالفا للواقع – هو ما يحدد رضاءه أم لا.. وقمنا بطرح أفكار عملية بسيطة تعينك على التعامل مع إنطباعات زبائنك بشكل فعّال.. كما وأنهينا المقالة بضرورة تلبيّة حاجات صنف الزبائن الذي يهمّك..

وهذه النقطة الأخيرة هي موضوعنا في هذا الاسبوع.. فما معنى صنف الزبائن الذين يهمّك؟ أليس كل الزبائن مهمّين؟ هل نحن مطالبون بالتركيز على القليل من الزبائن وترك فرص كثيرة أخرى؟

إن واقع الحياة هو أن الناس يختلفون في حاجاتهم ورغباتهم.. وهذا الاختلاف ينبع من اختلاف الطبائع والخصائص واختلاف تأثيرات البيئة المحيطة بالاضافة الى اختلاف القدرة المالية وأولويات الحياة..

وقد خصصّ علماء التسويق صفحات من ابحاثهم وكتبهم في الحديث عن “تقسيم السوق” إلى قِطع أو حِصص حسب أعمار ومقادير دخل الناس، وثقافاتهم، ونمط حياتهم، وأنواع شخصياتهم، وغيرها.. ثم قاموا بتحديد طرق لاختيار قِطعة أو حِصة سوق لتستهدفها الشركات.. وهناك نظريات وأساليب عدّة في هذا الشأن تقترب من التعقيد والمبالغة أحيانا..

ولكن المهم من كل هذا حقيقة أنك لا تستطيع أن تلبّي حاجات كلّ الناس.. وهذه حقيقة يغفل عنها الكثير من أصحاب الشركات الصغيرة فيحاولون فعل كل شيء لكل الناس.. وهذا يؤدي إلى تشتيت الجهود وغياب الرؤية الواضحة، وبالتالي إلى الخسائر المادية..

فعليك، عوضا عن ذلك، أن تحدّد “الفئة المستهدفة” لمنتجاتك والتي ستتركز جهودك حول تلبية حاجاتها.. حدّد فئة مستهدفة واحدة واعرفها جيدا..

ولكن السؤال الآخر المهم هو كيف يمكنك أن تحدّد الفئة المستهدفة لمنتجاتك دون الدخول في أساليب ومعادلات معقّدة؟

أولاً، اكتشف أي من منتجاتك لها طلب قوي في السوق، وتتناسب في نفس الوقت مع مهاراتك وقدراتك ورؤيتك للشركة أكثر من غيرها..

ثانياً، لاحظ فئة الزبائن التي تطلب وتشتري هذا المنتج.. ضع زبونين أو ثلاثة من هذا الصنف في ذهنك.. صفهم لنفسك وسجّل ذلك في ورقة الآن..

ثالثاً، احرص مستقبلاً على التحدّث بلطف معهم دائما.. اعرفهم جيّدا.. ولبّي حاجاتهم..

وأخيراً، إن لاحظت زيادة في مبيعاتك وزيادة في استمتاعك بالعمل، إعلم انك اخترت فئة مستهدفة مناسبة جداً.. وإن لم يحصل ذلك، إرجع إلى الخطوة الأولى مع منتج آخر.. وتذكّر دائما أن التسويق تبادل قيم.. قدّم للناس القيمة التي يطلبونها، وستزيد أرباحك دائماً بإذن الله..

أثري المقالة بتعليقك