دروس من اليونان

بحمد من الله وفضل رجعت وزوجتي سالمين الى عمان بعد قضاء اسبوع في اليونان. وكما يقال “للسفر سبع فوائد” فإليكم بعض الدروس التي استفدناها:

1) الأطفال قرة أعين:
طول العشرة يسبب الغفلة عن مكانة الأطفال في القلوب. وقد انفصلنا عن طفلينا لمدة اسبوع شعرنا فيه بالشوق الشديد لهما. سبحان الله! الاتفصال فترة بسيطة عن الاحبة يجدد الحب ويذكر بشكر النعمة.
الحياة قصيرة. عند الانفصال تتكشف لك اخطائك في حق ابنائك وتتمنى لو عاد الزمن الى الوراء، فكيف يكون الحال حين يفرقنا الموت؟! ان كان للمرء اطفال فليوفيهم حقوقهم وليعبر عن حبه لهم الآن قبل فوات الاوان.

2) تجديد الزواج:
مشاغل الحياة تنسيك المودة والحب بينك وبين زوجتك. واجازة قصيرة بعيدا عن المشاغل تعيد الذكريات وتجدد الحياة.

3) اليونان تعرفها:
تشبه أثينا العاصمة مدن ايطاليا وفرنسا، بل ان بها بعض الشبه بمصر أيضا! واليونانيون قريبو الملامح والعادات من العرب.
عملة اليورو ووسائل النقل في المدن تذكرك بأن اليونان جزء من اوروبا الموحدة. كيف اتحدوا على اختلاف اعراقهم ولغاتهم وعجزنا نحن؟

4) اليونان والتاريخ:
المعابد والآلهة (المزعومة!). الاساطير والقصص. الكنائس والتماثيل. كلها تتحدث عن عمق تاريخ البلد الذي يمثل جذور التاريخ الغربي.

5) الطعام:
لذيذ جدا ولكن غالي الثمن. سقط الدولار وسقطنا معه! (الريال العماني مرتبط بالدولار)

6) التوقيت اليوناني!
وصلت القاعة قبل 10 دقائق من موعد افتتاح المؤتمر. وبعد 20 دقيقة تأخير اخبروني ان الافتتاح سيتأخر أكثر. وبعدها اخبرنا رئيس لجنة التنظيم مازحا ان التأخير شيء عادي، فهذا هو التوقيت اليوناني! سبحان الله، اعتقدت ان التأخير من شيم العرب والمسلمين فقط! (مسلمو هذا العصر طبعا، فالسابقون من أخطائنا براء)

7) الجزر الثلاث:
ثقافة، تاريخ، طبيعة، بحر، هدايا صنع يدوي.
من لم يزر جزر بوروس وهيدرا وأجينا فلم يزر اليونان!

هذه الفوائد، وأما المساويء فاكتفي باثنتين:

1) التدخين:
يدخنون في كل مكان حتى اصبح الاصل وعليك البحث عن اماكن عدم التدخين (ان وجدتها!). ووفق قاعدة “التدخين السلبي”، قد ارجع لعمان بمعدل سيجارة او اثنتين!

2) ادمان الملذات:
الصور الخليعة، المجلات، اللباس، شراء الاكسسوارات ببذخ وغيرها. مسكين هذا الشعب الذي ادمن الملذات فلم يعد يحس بالجرم حتى امام الاطفال. نسأل الله لهم ولنا العافية.

وهكذا رأينا التطور والأسس العلمية وجمال الطبيعة ولكن رأينا أيضا سلبيات اتباع الهوى والانجراف وراء الملذات. نسأل الله أن يجعلنا أمة متقدمة واعية مثقفة، ولكن متمسكة بدينها متزينة بأخلاقها ومتميزة بكرمها.

فكرة واحدة على ”دروس من اليونان

  1. تعليقات من صفحة المدونة الأصلية: اضيف في 14 جمادى الثانية, 1429 10:48 م , من قبل محمد من أمريكامن الولايات المتحدةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهما شاء الله أخ حمد، شيء طيب والله انك غيرت جو واستفدت وتعلمت عن هذه الاشياء. وانه والله لشيء مؤسف كيف انهم على اختلاف اصولهم ومنابتهم وتاريخهم ولغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم توحدوا فلم تعد تفصلهم حدود ولا عملات، وكيف ان المسلمين ما زالوا متفرقين مبعثرين يلوح بهم الهوى في كل مكان.بالنسبة للملذات، توقع نفس الشيء في بلداننا عن قريب غير بعيد ما لم نتوحد ضد المفسدين في الأرض، والله اني أرى كيف أن بلدنا الأردن وبالأخص العاصمة تغير وأصبح يضاهي الدول الأوروبية في درجات الفساد، مع اضفاء اسماء التقدم والحضارة عليه، سبحان الله!! حسبنا الله ونعم الوكيلجميع الأهل في بوردو يرسلون اليك أحر السلام والأمنيات الطيبةاضيف في 14 جمادى الثانية, 1429 11:25 م , من قبل منذرمن عُمانالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,الحمدلله على سلامتك وسلامة الاهل, وا شاء الله وفقك الله الى ما ذهبت اليه وبارك الله فيك..للاسف الشديد غلاء الاسعار مدى ارتباطنا بالدولاد الامريكي وتأثيره السلبي على أمتنا! الحمدلله على كل حال..للاسف ظاهرة الفساد والسعي وراء الملذات والترف والتسوق ببذخ خصوصا شراء "الاكسسوارات" من ماركات عالمية اصبحت ظاهرة قوية في بلانا العربية اكثر من ما هي في البلدان الغربية, عافانا الله من مرض الاسراف والاغترار بالمظاهر ..ما شاء الله , من وصفك العاك للجزر و عاداتهم واكلهم ..هل تنصح بزيارة اليونان ؟مرة اخرى اقول.. الحمد لله على سلامتك..اخوكمنذراضيف في 14 جمادى الثانية, 1429 11:28 م , من قبل منذرمن عُمانالسموحة عالأخطاء الاملائية….اضيف في 16 جمادى الثانية, 1429 05:27 م , من قبل حــمــيــدمن ماليزيالا اله الا الله مشكله غلاء المعيشه في كل مكان والله ما حد ربحان الا الكويتيين لما طلعو من الدولار و اليوم هم اقوى عمله(http://www.xe.com/ucc/)لكن اهم شي انكم استمتعتمالله يجعل حياتكم كلها عــيــداضيف في 17 جمادى الثانية, 1429 01:55 م , من قبل halazri2006أخي محمدوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهوكذلك مسقط العاصمة بدأت تتخذ ملامح غريبة في الطريق نحو هاوية الفساد، والله المستعان. المسؤولية تقع علينا جميعا لنشل مجتمعاتنا من هذا المستنقع ونأخذ بأيدي الناس نحو خير الدنيا والآخرة.سلامي إلى الأهل في بوردو وإلى لقاء بكم بعد حوالي شهر واحد إن شاء الله.اضيف في 17 جمادى الثانية, 1429 02:00 م , من قبل halazri2006أخي منذروعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهالله يسلمك. الحمد لله كانت رحلة موفقة.نعم أخي، الفساد بدأ ينتشر في مجتمعاتنا كالسرطان، نسأل الله العفو والعافية.اليونان جميلة وتستحق الزيارة (مع العائلة!) إذا سنحت لك الفرصةاضيف في 17 جمادى الثانية, 1429 02:02 م , من قبل halazri2006أخي حميدغلاء الأسعار في كل مكان والله المستعان. الأخوة في الكويت انتبهوا للمشكلة واتخذوا الخطوات اللازمة وأتمنى أن نحذو حذوهم.أدعو الله أن يوفقكم في رحلتكم إلى ماليزيا.اضيف في 20 جمادى الثانية, 1429 11:17 ص , من قبل عبدالله الورديمن عُمانالأخ حمد :الحمدلله على السلامة بعد رجوعك من اليونان وإن شاء الله استفدت من الفوئد الخمسة .اضيف في 20 جمادى الثانية, 1429 11:44 ص , من قبل عبدالله الورديمن عُمانالأطفال قرة أعين :ابتعدت عن أطفالي عدة مرات بسبب ظروف العمل وقد شعرت نفس شعورك وهو الشوق الشديد إليهم وبالبعد تزداد المحبة وتحس بقيمة النعمة التي أنعم الله عليك ونسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين للأنعم الله , كما أن شعور بالشوق والرحمة لأطفالك هي ذاتها نعمة حيث أن بعض الأباء والأمهات حرموا من هذه النعمة فلم يبالوا أو يحسوا إذا سافروا أو ابتعدوا عن أطفالهم شهرا أو شهرين أو أكثر بأي شوق أو الرحمة (اللهم اجعل من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين إماما) .اضيف في 24 جمادى الثانية, 1429 06:28 ص , من قبل halazri2006من عُمانأخي عبداللهسلمك الله من كل مكروهالحمدلله الذي رزقنا نعمة الشعور بالرحمة والشوق والحب لأطفالنا.آمين آمين.أشكر لك مرورك وإثرائك للموضوع.

أثري المقالة بتعليقك