النفس كالطفلة

((تم ادراج هذه المقالة ضمن ٧٠ مقالة مختارة من المدونة في كتاب “تــأمّــلات” للكاتب الدكتور حمد العزري))

النفس كالطفلة

“ضع هذا العمل جانبا، اريد النوم”
“لم اشبع من التلفاز بعد، اجل زيارة عمك”
“اخبرهم عن انجازاتك،كم احب الاطراء”

هذه بعض الامثلة مما يجول في انفسنا احيانا، بوعي منا وبغير وعي!

ان الانسان مخلوق عجيب، سبحان الخالق!
وفيه من الجواذب والدوافع ما يحير الناظر. ومن اعجب ما فيه، نفس الانسان.

هذه النفس اشبه ما تكون بالطفلة. فرغباتها كثيرة لا تنتهي، وهي انانية (بتفاوت) تريد كل شيء لها، كما انها تحب الراحة وتكره الجهد، وتخشى التضحية بما تحب.

تناشدك ان تفعل ما يهواها، وإن خالف هذا الفعل شريعة الله
تصرخ بشدة عندما تفكر انت بعمل ترى فيه الخير البعيد، ولكن النفس لا ترى الا ما امامها من رغبات

وللناس مع انفسهم مذاهب

فهناك من يدللها بشكل كامل. فتراه يجري وراء كل رغبات نفسه، من متاع وحب ظهور، وانتقام من الغير احيانا. وعندما ينصح ان يبتعد عن فعل سيء، يرد قائلا ان نفسه تتوق لهذا الشيء ولا يستطيع ردها، أو قد يناور في الاجابة ليخفي هوى نفسه. فهؤلاء عبدوا انفسهم وكانوا رهن رغباتها
ولكنهم من حيث لا يدرون قد ظلموا انفسهم. حيث حققوا لها الرغبات العاجلة في مقابل التعاسة الدائمة في الآخرة.

وعلى الجانب الآخر المضيء هناك من ملك نفسه واحسن تأديبها. فهو يعطيها حقها، ولكنه لا يلبي ما تجاوز الحد من رغباتها. وهو يجاهدها ان ارادت منعه من فعل حسن ذو تكاليف كبيرة. فهؤلاء احسنوا لانفسهم بأن منعوها الرغبات العاجلة في سبيل النعيم الدائم.

وهكذا الحال مع الاطفال. فرغم انه يلزم المربين ان يعطوا الاطفال مساحة جيدة من حرية التصرف والتعلم، الا انهم مطالبون بالتوجيه وحتى التدخل لمنع الاطفال من القيام باعمال قد تؤذيهم.

قال تعالى: “فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى” صدق الله العظيم [النازعات 37 الى 41]

جعلنا الله وإياكم ممن ملكوا أنفسهم ففازوا بخير الدنيا والآخرة.

3 أفكار على ”النفس كالطفلة

  1. (التعليقات على الموقع القديم)==== اضيف في 20 جمادى الأولى, 1427 11:03 م , من قبل محمد الشعايريمن المغربوالنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاعوإن تفطمه ينفطمأخي حــمــدموضوع بالغ الأهمية ؛ يستحق مناقشة مستفيضة،أتمنى لك التوفيق===اضيف في 21 جمادى الأولى, 1427 12:37 ص , من قبل محمد الجرايحىمن مصرالأخ الكريم : حمـــــــــدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهذكرنتى كلماتك بكلمات الصحابى الجليل ( على بن أبى طالب ) كرم الله وجهه ورضى عنه حينما قال بعد العودة من إحدى الغزوات : رجعنا من الجهاد الصغر إلى الجهاد الأكبر .. وعندما سئل عن الجهاد الأكبر قال : جهاد النفسبارك الله فيك أخى وأعزكأخوكمحمد===اضيف في 21 جمادى الأولى, 1427 07:10 ص , من قبل حمدمن عُمانأخي الشعايريكلامك يعرفه الآباء منا أكثر من غيرنا!وتشبيه ذلك الحال بالنفس أوقع معنى.بارك الله فيك===اضيف في 21 جمادى الأولى, 1427 07:14 ص , من قبل حمدمن عُمانأخي الجرايحيوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهحين يستيقن كل منا خطورة وأهمية جهاد النفس ويستعين بالله على ذلك، نتقدم خطوات نحو عز الدنيا والآخرةيسعدني تواجدك دائما===اضيف في 21 جمادى الأولى, 1427 06:15 م , من قبل حامل المسكمن سورياان اصعب الجهاد هو جهاد النفسشكرا لككن بخير===اضيف في 24 جمادى الأولى, 1427 09:07 م , من قبل رفيق القلممن المغربموضوع فريد من نوعهبالتوفيق انتظر زيارتك===

  2. (تكملة التعليقات)—اضيف في 29 جمادى الأولى, 1427 02:45 م , من قبل b3n6من المغرباللهم إنا نسألك نفوسا لوامة و نفوسا مطمئنة . آمين===اضيف في 12 جمادى الثانية, 1427 02:01 ص , من قبل rifki49من المغرببداية أوافق الرأي وأسطر بخطين على كلمات صاحب التعليق الأول محمد الشعايري،وأضيف هذا دور التربية والمربين هذه أشياء من الأمانة تبليغها لأبنائنا وبناتنا،ودون هذا نفقد هويتنا،أشكرك ،والسلام عليك ورحمة من الله وبركات.===اضيف في 15 جمادى الثانية, 1427 08:37 ص , من قبل حمدمن عُمانأخي rifki49وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهبالفعل إنها لأمانة كبيرة على المربين.وهنا يحضرني قول بمعناه دون اللفظ، وهو أن من ملك نفسه كان على غيرها أقدر.بارك الله فيك.===اضيف في 19 جمادى الثانية, 1427 11:37 م , من قبل محمد الكماليمن لإمارات العربية المتحدةالطفولة مرحلة جميلة في حياة البشرية وليتها تستمر===اضيف في 22 ربيع الثاني, 1430 11:14 م , من قبل دانة الروحمن المملكة العربية السعوديةالسلام عليكم..النفس كالطفله ..عنوان جميل ومعبر كثيراً..موضوع اعجبني وودت ان اضيف رأيي لو تسمح لي أخوي..وهو ان النفس تطمع ولا تقنع او كما جاء في الحديث لو كان لابن آدم وادياً من ذهب لتمنى اثنان ولو كان له اثنان لتمنى ثلاثه ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب..فعلا سبحان الله…. الله خلق النفس البشريه هكذا تريد وتريد وتطلب ثم تظل تدعو للمزيد وهكذا..ولكن لا افراط ولا تفريط ..واريد ان اضيف ان العزيمه القويه والقناعه مهمه حتى نستطيع التحكم ولو قليلا في اهواء النفس ولا ننسى "نفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"..موفق..ننتظر جديدك..===اضيف في 24 ربيع الثاني, 1430 08:13 م , من قبل halazri2006أختي الكريمة دانة الروحوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهالمجال مفتوح دائما اختي لإبداء رأيك.وما خاب من استشهد بأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. النفس طماعة بطبعها ولا تشبع. وإن لم نشغلها بما يرضي الله، شغلتنا بالباطل.جزاك الله خيرا على مرورك الكريم وإضافتك القيمة

أثري المقالة بتعليقك