قمنا في الفترة السابقة الأولى ضمن هذه السلسلة بالحديث عن مباديء أساسية في التسويق مقدّمة بشكل مناسب لطبيعة وحاجات الشركات الصغيرة.. ونبدأ من هذا الاسبوع بإذن الله تعالى فترة جديدة تعرض نماذج واقعية لشركات ومؤسسات صغيرة وما تطبّقها من أفكار تسويقية مهمة..
نبدأ هذا الاسبوع مع شركة “إبداعات حلوة” لريان وريم الحبسي والتي تتخصص في تصميم وإعداد وتزيين الكعك للمناسبات الخاصة المتنوعة كالاعراس والاحتفال بيوم الميلاد ويوم الزواج والمواليد الجدد وغيرها..
وكانت نواة الفكرة هواية.. بدأت ريّان وتبعتها ريم بإعداد الكعك بشكل بسيط للمحيطين بهم من أقرباء وأصدقاء في المناسبات الخاصة.. ثم سجّلت كل من الاختين في دورات متخصصة لإعداد وتزيين الكعك مما كان له اثر مهم في صقل وتنمية مهاراتهما..
والشركة اليوم مسجّلة في وزارة التجارة والصناعة في سلطنة عمان وتقوم بإعداد الكعك بتصاميم مميزة وجميلة لمناسبات مختلفة، وقد توسّعت بفضل الله دائرة الزبائن بشكل كبير تكاد الاختان لا تكادان تغطيّانه..
ويميّز منتجات “إبداعات حلوة” الطعم اللذيذ الرطب والالوان الزاهية الراقية والتصميم الجميل المتكامل المتضمن لنماذج واشكال صغيرة حسب طلب الزبون.. وتنهال دائما عبارات الشكر والتقدير من الزبائن على الابتسامة والاحساس الجميل الناتجان عن رؤية وتناول الكعك..
ولهذا الابداع عدة عوامل مؤثرة لعل أهمّها الحرص على سعادة الزبون.. فالطعم والشكل الجميل ناتجان عن عمل شاق واهتمام ومجهود كبيرين.. فخروج الكعك بهذه الصورة الطيبة ليس امرا هيّنا.. صحيح أن الاختان قد اكتسبتا من الخبرة مهارات وطرق فعّالة، ولكن يبقى دائما الهمّ المتلخص في السؤال “هل سيسعد الزبون بهذا الكعك؟”
وهنا جوهر التسويق! المهارات والأساليب تأتي بالخبرة.. والترويج عامل مساعد ولا شك.. ولكن التسويق في النهاية تبادل قيم.. وقيمة الكعك تكمن في قدرته على رسم الابتسامة وتحريك القلب بالمشاعر..
وهكذا عزيزي صاحب الشركة الصغيرة.. عليك بالزبون.. عليك بإرضاءه.. عليك بإسعاده.. ضعه نصب عينيك.. ضعه أولا..
ومع شركة جديدة وفكرة جديدة الاسبوع القادم بإذن الله..