مع السلطان ضد الفساد

 

إن القلب ليحزن والعقل ليتعجب مما يحدث في شمال عمان!
ولكنها حكمة الله ولعل في المستقبل خيرا..تمر الأمة العربية الآن بفترة انتعاشة وثورات ضد الفساد..
المطالب العامة نفسها.. ضمان الحريات والحقوق، ومحاربة الظلم والفساد..
وقد تختلف المطالب الخاصة قليلا بين بلد وآخر..

وفي عُمان، لا يختلف عاقلان مخلصان على شخص السلطان قابوس..
فهو محب لوطنه مخلص له.. يتعامل بحكمة وصبر مع شعبه..

ولنا في أحداث صُحار خير مثال..
فبعد مظاهرات سلمية في مسقط وصلالة وغيرها..
اختلف الحال في صحار، لأسباب لا يعلمها إلا الله..
فقد كان هناك للأسف تخريب وفساد من بعض المتظاهرين
وقمع وقسوة من بعض رجال الأمن..

فماذا فعل السلطان؟
هل سكت وترك الأمور تسقط بنا للهاوية؟
هل غضب على التخريب وأمر بالتعامل مع الموقف بقسوة؟

لا.. حاشاه..
وإنما أمر بسحب قوات الأمن..
وبإطلاق سراح من اعتقل في المظاهرات..
وباجتماع طاريء لفهد بن محمود مع مجلس الشورى..
وباستجابة سريعة متوازنة للمطالب..
منها رواتب شهرية للباحثين عن عمل ودراسة وافية لتوسيع صلاحيات مجلس الشورى..
ولا شك عندي ان هذه هي البداية فقط..

نحن لا نقدس السلطان.. فهو في النهاية إنسان..
ولا نقدس الشعب.. فهم في النهاية بشر..
ولا نقول أن عُمان جنَة، ولا نقول أنها نار!

ولكن بين هذا وهذا..

نعم، هناك فساد في البلد..
وأكبر الفساد، والله أعلم، هو في البعض ممن يتحكم بأوجه اقتصادية وأمنية في البلد..
ولا يريدون، بطبيعة الحال، ترك ما هم فيه..
ويقومون بإخفاء ما يستطيعون عن السلطان..

وعندما مرت بنا موجة الثورة العربية..
كانت بمثابة الفرصة التاريخية لمواجهة هذا الفساد والمطالبة بحقوقنا..

والحمدلله، بدأ الشعب بداية متحضرة واعية مسؤولة بتقديم طلباتهم..
أوصلوا رسالتهم، ولم يقم الأمن بقمعهم!
إلى أن رأينا ما رأينا في صحار وشناص وغيرها..

احس، والعلم عند الله، أن هناك أيادي خفية تعمل في الظلام..
لا تريد هذه الأيادي خيرا لعمان ولا حقوقا لشعبها..
أياد لها تأثير مباشر وغير مباشر في أحداث التخريب والفساد..
وقانا الله شر الفتن..

اخوتي في عُمان..
نعم، لنا مطالب مشروعة..
نعم، هناك ابوابا من الظلم والفساد في البلاد..
نعم، حان وقت التغيير..

ولكن، لا..
لا للتخريب..
لا لمقابلة الفساد بالفساد..
لا لترويع الناس ونشر الفتنة..

نعم، من واجبنا المبادرة بالمطالبة بحقوقنا..
ولكن، من واجبنا أيضا الأخذ بأيدي شبابنا..
علينا توعيتهم.. علينا إرشادهم.. علينا حتى منعهم من الفساد والتخريب
فأمن واستقرار عمان ليس واجبا فقط على الأجهزة الأمنية..
بل هو واجب على الجميع.. بما آتانا الله من قدرات..

علينا أن نتذكر، انه مع معاداتنا للفساد..
فإننا لا نعادي عُمان..
ولا نعادي السلطان..
فهو بحق نعم الرجل ونعم القائد..

لنطلعه على ما قد يغيب عنه..
ولنعينه على ما يضر بالبلد..

ولنكن معه يدا واحدة ضد الفساد..
ونحو مستقبل أفضل بإذن الله تعالى..

فكرة واحدة على ”مع السلطان ضد الفساد

  1. نسأل الله تعالى أن يبصر الأشقاء فى السلطنة إلى ما فيه الخير والصلاحاللهم آمين

أثري المقالة بتعليقك